مقالة : الاداره بالنتائج والانجازات

السلة الاقتصادية

—————-

                                           بقلم : د. وليد عبدالوهاب الحداد          

                

                           الإدارة بالنتائج والانجازات

     ضياع الأولويات وعدم القدرة على الانجاز هو واقع الإدارة الكويتية وأيضا الدخول في دوامة الأزمات سواء الدولية منها أو المحلية  والانسياق وراء التصعيد الإعلامي والسياسي ، بالإضافة إلى الخضوع للضغوط وتأثيرات قوى الضغط في المجتمع ، وأخيرا انسياق كثير من القياديين إلى الانجاز الشخصي الذاتي وتغليبه على المصلحة العامة ويشجعهم في هذا السلوك  أن القوانين الحالية لا تضع النتائج ضمن معايير التقييم في الأداء من أعلى الهرم الإداري إلى أدناه …. قلل بشده من قدرتنا على الانجاز وتحقيق النتائج ومع تطور التكنولوجيا والأعلام أصبحت المقارنات مع الدول الأخرى سهله جدا لدى المواطنين وهذا بلا شك من شأنه رفع حالة التذمر والإحباط … والحل في ذلك هو توجهنا لاعتماد أسلوب الإدارة بالنتائج وهو أسلوب إداري اعتمده ووضعه علماء الإدارة في بداية القرن العشرين ولكن هذا العلم لازال يتطور وله وضعه الهام في الإدارة المعاصرة , ويعرفها بيتر دراكر ( نوع من الإدارة تتخذ الأهداف منهجا لها في العمل الإداري ، كما أنها أداة تقوم على أساس انجاز الأهداف والالتزام بالعمل أنها العملية التي يتكفل فيها الناس داخل التنظيم فيما بينهم فيوجهون أنفسهم نحو تحقيق أهداف المؤسسة وأغراضها ) وفي تعريف آخر يهدف إلى تحسين فاعلية الداء في تنفيذ المشاريع والخطط وانجاز الأهداف .

     إن أسلوب الإدارة بالنتائج وتحقيق الانجازات هو الأسلوب الأمثل للإدارة العامة في الكويت للخروج من أزمتها السياسية وضياعها ضمن الأزمات المتلاحقة وعدم القدرة على الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي في ظل الأجواء العربية والضغوط المحلية والسياسية والشعبية .

كيف نطبقها :

———–

– وضع خطط وأهداف واضحه مطلوب انجازها على جميع مستوى المؤسسات العامة وهذا والحمد لله متوفر مع وجود الخطة التنموية .

– تغيير القوانين والقرارات الحالية في التقييم ووضع الانجاز وتحقيق النتائج هو الأساس في استمرار القياديين .

– وضع ضوابط الانجاز وقياس مخرجات المنظمات العامة كما حدث في بريطانيا والولايات المتحدة ففي بريطانيا على سبيل المثال إذا تأخر القطار عن موعده 10 دقائق تعطي تذكرة مجانية وفي الولايات المتحدة إذا دخلت غرفة الطوارئ في المستشفى فيجب علاجك خلال 60 ثانيه كمعدل لجميع المستشفيات والتي عليها الالتزام به .

– عدم الانجراف وراء التصعيد السياسي والإعلامي والتركيز على الانجاز .

– اعتماد أسلوب إدارة الأزمات من خلال التخطيط والعمل الاستراتيجي .

– الإعلان عن أهدافنا وخططنا بصوره واضحه ومحدده تبعد عنا الضغوط وتحدد مسارنا الإداري .

عوامل النجاح :

————–

– قياده فاعله تتسم بالإلتزام وتحمل المسؤولية ورفع الروح المعنوية .

– اللامركزية الإدارية وإعطاء المنظمات صلاحية تحقيق الأهداف وانجازها .

– النظرة الشمولية والتركيز على تحقيق النتائج والالتزام بالرؤية

– جهاز متابعه فاعل ومستقل وموضوعي وغير مجامل لأحد .

– اتصال فعال وسياسة إعلامية مؤثره لها القدرة على توصيل ما نريد لجميع العاملين في المنظمات الحكومية وإلى المجتمع .

– الاهتمام بالعنصر البشري ووضع ضوابط موضوعيه في الاختيار للقيادات الإدارية وتدريب فاعل ومؤثر وهيئه عليا للاهتمام بالتنمية البشرية خاصة بعد تراجعنا 14 مركز في معدل الأمم المتحدة للتنمية البشرية واحتلال الإمارات للمركز الأول بدلا من الكويت على مستوى العالم العربي .

– استخدام التكنولوجيا والتركيز عليها من أجل السرعة في الانجاز وفاعلية الأداء .

– القدرة على التغيير والمرونة وعدم الجمود بالأخص إلى أننا نعيش عصر التغير التكنولوجي السريع .

مميزاتها :

——-

        توحيد الجهود والتناسق بين جميع المنظمات العامة والمجتمع ككل نحو تحقيق النتائج والانجازات .

        رفع الإنتاجية وهذه معاناة الإدارة العامة لدينا حيث يعاني العاملين من عدم وجود أعمال لديهم ووضوح الأهداف ووجود أهداف واضحه لديهم يرفع من مستوى الإنتاجية .

        أداة قياس رائعة وموضوعية للتقييم .

        وسيله للتفويض وإبراز القياديين .

        الواقعية والإدارة بالمشاركة من الجميع .

        تنسق وتوحد الجهود .

        التركيز بدلا من التشتت .

        وضوح الأهداف والغاية ، وهنا تحضرني واقعه حدثت بين راشد بن مكتوم والرئيس الفلسطيني عرفات إذ طلب عرفات الدعم السياسي من المرحوم راشد بن مكتوم فما كان منه إلا أن رد عليه إذا أردت الدعم الاقتصادي فعندنا القدرة على ذلك أما الدعم السياسي فلا شان لنا فيه … وهذه توضح بلا شك وضوح الهدف والغاية لدى راشد بن مكتوم وعدم التشتت في تحقيق أهدافه التنموية والتي نرى بوضوح آثار هذه السياسة على دبي المتطورة تنمويا واقتصاديا .

     باختصار نحن بحاجه إلى إعادة صياغة رؤيتنا الحالية للعمل الإداري والتركيز على تحقيق النتائج والانجازات ، وإعادة صياغة قوانيننا الإدارية لتخدم هذه التوجهات وأيضا بناء الخطط والأهداف الفاعلة وأخيرا والأهم تنمية القيادات الإدارية القادرة على تحقيق هذه النتائج والانجازات .

                                                        والله الموفق ،،،

http://www.waleedalhaddad.com

Advertisement

About Waleed Alhaddad

كاتب - باحث - خبير إداري و اقتصادي - مستشار التطوير الاداري في جهاز اعادة الهيكله-ديوان الخدمه المدنيه
This entry was posted in مقالات. Bookmark the permalink.

2 Responses to مقالة : الاداره بالنتائج والانجازات

  1. Abdullah Saad says:

    برأفة دكتور وليد، قمة العدول والعقلانية في زمن نحتاج الى رأي مختص بشده. وفقك الله.

    • Abdullah Saad says:

      برافو دكتور وليد، قمة الهدوء والعقلانية في زمن نحتاج الى رأي مختص بشده. وفقك الله.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s