مقالة : عقلية الصرف..وعقلية الاستثمار

د. وليد عبد الوهاب الحداد

———————–

                                 عقلية الصرف ..وعقلية الاستثمار

                          —————————————-

منذ اكتشاف النفط ونحن نعيش عقلية الصرف، في ذلك الزمان كنا فعلا بحاجه الي تلك العقلية لبناء الكويت الحديثة ولتوزيع الثروة علي المواطنين الكويتيين ولوضع أسس الدولة الحديثة من خدمات عامه وغيرها وهذا ولله الحمد تم بامتياز في ذلك الوقت ومع ذلك لم يفت ابائنا عقلية الاستثمار والادخار للأجيال القادمة حيث تم انشاء مكتب الاستثمار الكويتي في لندن لدعم الاقتصاد البريطاني المتهالك بعد الحرب العالمية الثانية ولاستثمار الفوائض النفطية ، وللأسف ان عقلية الصرف مستمرة الي يومنا هذا ولكن علي شكل أسوأ بالأخص في الأمور المالية فالمشاريع أصبحت طريقا للتكسب والاستفادة ، والاحتكار يضرب اطنابه في الاقتصاد ولذلك نري جودة المنتجات منخفضه عن نظيراتها في الدول الأخرى ، وانتشرت في مؤسسات الدولة عقيلة التوفير الغير مبرر والمضر جدا علي حساب جودة الخدمة مثل عندما نأتي بالمدرسين في الخارج نضع اضعف الأسعار ونأتي بنوعية ضعيفة جدا اضرت بشكل كبير في مخرجات العملية التعليمية ، وبالعمالة الوطنية التي تدير مؤسسات الدولة وبالتالي انخفاض الإنتاجية ومستوي الخدمات المقدمة ، وهذا الضرر لم يصب القطاع التعليمي بل أصاب كثير من مخرجات الخدمات العامة مثل استيراد عماله رخيصة في القطاع الطبي مما جعل الخدمات الطبية تنحدر الي الحضيض وزادت الطلبات علي العلاج في الخارج حتي تعدت ميزانية وزارة الصحة نفسها ، ومن اهم القطاعات التي تأثرت بعقلية الصرف أيضا المناقصات المركزية التي أصبحت تعطي موضوع السعر الأهمية علي موضوع الجودة مما نتج لدينا مشاريع مهلهلة ليست علي مستوي نظيراتها في دول مجلس التعاون ، ولعل الجهة المسؤولة عن تغيير عقلية الصرف الي عقلية الاستثمار هي وزارة المالية التي يجب أولا ان تغير ميزانيتها من ميزانية البنود الي ميزانية البرامج والمشاريع ، عقلية الاستثمار التي تتوجه نحو بناء قطاعات منتجه في الاقتصاد وإيجاد مصادر بديله للنفط وتنظر الي جودة المنتجات والخدمات ونوعية القوي البشرية المستخدمة بالدرجة الاولي ذات كفاء ومهنيه وعطاء تبني دولة الكويت الحديثة دولة المعلومات والمعرفة ، يجب ان نتجه في الداخل في استثماراتنا الخارجية فلا داعي تماما ان نستثمر 400 مليار دولار في الخارج وندعم الاقتصاديات في الدول الأخرى واقتصادنا بابه مخلع ويعاني من قلة الاستثمار والمشاريع من الماسي ان نبي محطات كهربائية لدول اخري ونحن نعاني من انقطاعا لكهرباء من المأسي ان نبي مصافي نفط ومصانع بالمليارات في الخارج وهي قليله في الكويت ونصدر ثلاث ملايين برميل يوميا خام فبدلا من بيعه 100 دولار للبرميل نستطيع بيعه 700 دولار بعد تصفيته وتصنيعه  ، من الماسي ان نساهم في البنوك العقارية العالمية وابنائنا يصطفون دور 15 سنه او اكثر للحصول علي الرعاية السكنية ، بصراحه انها عقلية الصرف المدمرة ، في دراسة أجرتها هارفارد علي شركتين الاولي أمريكية تعمل في ماليزيا وطبعا الأرباح ترحل لأمريكا ، والشركة الأخرى يابانية تعمل في أمريكا والارباح بالطبع ترحل الي اليابان ايهما افيد للاقتصاد الأمريكي بعد الدراسة تبين ان الشركة اليابانية افيد للاقتصاد الأمريكي لأنها تشغل العمالة الأمريكية وتنقل اليهم معرفه ومهارات جديده وتداور أموالها في التصنيع داخل الاقتصاد الأمريكي بالطبع هذه العقلية نحن بحاجه له لإعادة الاستثمار في بلدنا وبناء اقتصاد منتج ومصادر بديله للدخل ..لا بد من ربط العطاء بالإنتاجية وتطوير جهازنا الوظيفي لاستيعاب عقلية الاستثمار فلنتصور استثمارنا للنفط الخام الذي تدخل فيه ثلاث الاف صناعه فطبعا بدلا من مبيعاتنا التي توازي 30 مليار دينار سنويا ممكن ان تصبح 100 مليار سنويا وان نقوم باستيعاب ما لا يقل عن 100 الف من العمالة الوطنية في هذا القطاع ، العملية ليست صعبه وليست سهله في نفس الوقت ولكن ان صدقت النوايا وكانت هناك عزيمة الإباء والاجداد فلا شك الي اننا في الطريق الصحيح وسنحقق ما نريده وما نصبو اليه .

والله الموفق

Advertisement

About Waleed Alhaddad

كاتب - باحث - خبير إداري و اقتصادي - مستشار التطوير الاداري في جهاز اعادة الهيكله-ديوان الخدمه المدنيه
This entry was posted in Uncategorized. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s