أسباب تأخر الكويت وتطور دول

                     الخليج اقتصاديا وإداريا

       =====================

الشعب الكويتي شعب مثقف ألاميه فيه منتهية ويحمل 40% من الشعب الكويتي الشهادات الجامعية ، وأيضا معدل الشهادات العليا من اعلي المعدلات العالمية ، وهناك تساؤل كبير يظهر غالبا في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي لماذا نتأخر وتتقدم دول الخليج اقتصاديا وإداريا بينما نحن الاعلي ثقافة وأيضا نحمل نظام سياسي متطور عن هذه الدول وينعم الشعب الكويتي بالحرية والقدرة علي التعبير من غير خوف أو جلل ، ولعل هذه بعض الأسباب الهامة التي اسطرها بين يديك :

 لاتزال رؤيتنا في الكويت رؤية الخمسينيات والستينيات في القرن الماضي وهي رؤية الصرف وبناء الخدمات الحكومية

وتوفير الوظائف والدعم ، وهذه الرؤية لاشك أنها تحققت منذ زمن بعيد وبحاجه نحن إلي رؤية جديدة تلائم عصرنا وظروفنا الحالية وهي رؤية وعقلية الاستثمار وبناء اقتصاد إنتاجي ومصادر بديله للدخل فاستمرارنا في الاعتماد علي النفط لاشك سيفقدنا دولة الرفاه التي نعيشها .

 العمل الاستراتيجي أصبح من قواعد نجاح العمل الحكومي في وقتنا المعاصر بسبب تعقد أنظمة التطور والبناء المدني التي تحتاج إلي التخطيط المتوسط والبعيد المدى وهذا ما نفتقده بشده في إدارتنا الحكومية فالعمل الحكومي يتعمد علي الاداره بالازمه أي قرراته تعتمد علي الأزمات التي نعيشها أو من خلال العمل اليومي البيروقراطي ولكن ليس العمل الاستراتيجي الهام والخطط المسقبليه ، فإذا ما أردنا التطور لابد من البناء الاستراتيجي الفعال ولا بد التنفيذ ووجود قيادات قادرة علي التنفيذ .

 البنية التشريعية الاداريه لدينا تعيق التطور والتقدم التميز فهي بنيه قديمه جدا وغير صالحه للوقت المعاصر فعلي سبيل المثال قانون الخمه المدنية فهو قانون تم تشريعه عام 1979 ولم يعد هذا القانون قادرا علي تطوير الأداء وزيادة الانتاجيه فالعلوم الاداريه قد تطورت تطورا غير محدود خلال هذه الفترة والمطلوب قانون إداري يتضمن الانظمه الاداريه الحديثة .

 القيادات الاداريه لدينا ثبت فشلها في قيادة التنمية وبل تطبيق خطة التنمية المتواضعة التي وضعها مجلس الامه والحكومه والسبب في ذلك إن لا يوجد لدينا نظام لتعيين القياديين ، فتعيين القيادي لدينا يعتمد علي خلفيته العائلية أو القبلية أو الطائفيه أو السياسية وليس الجدارة والكفاءة ، وعلي مر أربع عقود وحكومتنا تقاوم وتفشل أي مقترح أو قانون لتعيين القيادات وتقييمهم رغبه منها في التلاعب في هذه التعيينات والكسب السياسي لأعضاء مجلس الامه والكسب السياسي لفئات متعددة في المجتمع ، وهذا افرز قاعدة عريضة من القياديين الذين ليس لديهم ولاء للعمل أو الانجاز بقدر خدمة من كان سبب في تعينه وأيضا استمراره في المنصب القيادي ولقد أصبحت من اللعب السياسية في الكويت إن يضغط عضوا ما في المجلس علي الحكومة لتعيين جماعته من القياديين وبالأخير بالطبع نتيجة هذه السياسة الفشل المتواصل الذي تعاني منه المؤسسات الحكومية وتأخرنا في التنمية في الكويت ، بينما الأصل إن يوجد لدينا نظام لتعيين القياديين بناء علي الكفاءة والجداره وما يستطيع أن يقدمه من تطور وتنميه في القطاع أو المؤسسة التي يديرها .

 قيم الحضارة والتطور : هناك قيم حضارة وتطور نابعة من دينا وثقافتنا مهمة جدا يجب أن نغرس في أولادنا والعاملين الكويتيين إذا ما أردنا إن نتطور واهما : الصدق والامانه والثقة بالنفس والرغبة في التميز والنجاح والتفوق علي الآخرين والإبداع وبناء الأهداف والتخطيط ، هذه القيم لازمه لأي تطور ومن المهم إن نغرسها في أولادنا في مرحلة التطور وان نضعها علي شكل قواعد سلوك في مؤسساتنا الحكومية .

 شفافية ونزاهة : الفساد عدو للتطور والتنمية ، فإذا ما أردنا إن نتطور فلابد من الشفافية والنزاهة وهذا اغلب مسلك دول العامل التي تطورت مثل سنغافورة وبعض دول الخليج عززت الشفافية لجذب رؤوس الأموال الاجنبيه ولإعطاء الثقة في مؤسساتها الحكومية ، فطريقنا للتطور هو تعزيز الشفافية والنزاهة وانتقالنا من المركز 68 في معدل الشفافية العالمية إلي المراكز العشر الأولي علي الأقل في هذه المعدلات .

 رعاية الإبداع والتميز : من أهم أسباب النجاح الإداري والاقتصادي هو رعاية الإبداع والتميز فقد هاجر المئات من المبدعين الكويتيين إلي الدول المجاورة التي تبنتهم وأيضا هاجروا إلي دول غربيه بسبب عدم توفر بيئة صالحه للإبداع والتميز ، فالمطلوب بلا ريب دعم المتميزين والمبدعين وتبني ابداعتهم وإتاحة الفرصة لهم للإبداع وبناء مراكز للتميز والإبداع لهم .

 أبحاث علميه ودراسات : بالرغم من وجود عدة مؤسسات علميه بحثيه في الكويت ووجود ميزانيات ضخمه لامحدوده للبحث العلمي إلا أنها للأسف الشديد غير موجهه للبيئة الادار يه والاقتصادية الكويتية والأبحاث في هذا الباب مقلة جدا جدا ، والطريق للتطور والتنمية أيضا من خلال إجراء أبحاث في هذا الباب للقضاء علي العوائق وإيجاد حلول نابعة من بيئتنا وثقافتنا .

هناك أسباب أخري عديدة لا أريد أن أثقل عليكم بها ولكن هذه من أهمها والتي تعطينا أسباب تأخرنا وتطور الآخرين وتبقي النية الصادقة والإخلاص والتي متي ما تواجدت فان الله سبحانه وتعالي يوفق المخلص والصادق في خطواته ، واسأل الله العظيم أن يوفق بلدنا لما فيه الخير والتطور والتنمية الدائمة .

                             د.وليد عبدالوهاب الحداد

                             الخبير الإداري والاقتصادي

Advertisement

About Waleed Alhaddad

كاتب - باحث - خبير إداري و اقتصادي - مستشار التطوير الاداري في جهاز اعادة الهيكله-ديوان الخدمه المدنيه
This entry was posted in Uncategorized. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s